كورونا ونتنياهو وتنفيذ صفقة القرن..!

كورونا ونتنياهو وتنفيذ صفقة القرن..!

  • كورونا ونتنياهو وتنفيذ صفقة القرن..!

افاق قبل 4 سنة

كورونا ونتنياهو وتنفيذ صفقة القرن..!

د.عبد الرحيم جاموس

مع انتشار وتفشي وباء كورونا ودخوله مرحلته الثانية وهي الأخطر، بدل أن يشكل هذا رادعا لنتنياهو وتحالفاته السياسية عن التوقف عن مواصلة السياسات الاستعمارية المنافية لروح التضامن الدولي والإنساني التي أوجبتها الجائحة، بدلا عن ذلك أخذت إدارة الرئيس ترامب وتحالف اليمين الحاكم في المستعمرة منها غطاء لتنفيذ ما نصت عليه (صفقة القرن) الأمريكية الإسرائيلية فشكلت اللجان المشتركة  المتخصصة ورسمت الخرائط الخاصة (لتنفيذ ضم القدس والمستوطنات وأراضي الغور والبحر الميت) والتي تمثل ما نسبته 33% من الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يجب أن تكون جزء لا يتجزأ من الأراضي التي يتوجب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية منها ولم يبقى سوى تحديد موعد الإعلان عن تنفيذ ذلك من جانب الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال والذي يؤخر ذلك الآن فقط هو مراوحة أزمة تشكيل حكومة المستعمرة بين طرفيها نتنياهو وغانتس، (وقد مثل مشروع الضم للقدس والمستوطنات وأراضي الأغوار والبحر الميت وفق صفقة القرن أساس الائتلاف الحكومي بينهما).

في ظل استمرار تفشي جائحة الكورونا واصلت سلطات الاحتلال سياسات الاعتقال والاجتياحات للمدن والقرى الفلسطينية وسياسات الحواجز والحصار والقتل بدم بارد، وتصاعدت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي، وواصلت سياسات الإهمال الطبي المتعمد في حق سكان  القدس وسكان مختلف المدن الأخرى في الجليل والمثلث والنقب وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم تبدي أي تعاون مع السلطة الفلسطينية لمواجهة هذه الجائحة، بل عمدت لمصادرة المساعدات الطبية المرسلة لها من قبل بعض الدول وقد اشترطت على بعض الدول والجهات المقدمة لهذه المساعدات أن تتلقى مثلها حتى توصلها للسلطة الفلسطينية، هذا ما حصل مع كل من تركيا والصين الشعبية، دون أي احترام لما تفرضه عليها قواعد القانون الدولي من مسؤولية قانونية لها عن سكان الأراضي المحتلة.

يأتي تنفيذ كل هذه السياسات رغم المعارضة العربية الإسلامية ومعارضة كافة المجموعات الدولية وفي مقدمتها الأوروبية وروسيا والصين الشعبية وعدم الانحياز، والتي عبرت جميعها عن رفض صفقة القرن ورفض كافة الإجراءات التي تترتب عليها وتخطط وتسعى لتنفيذها سلطات الاحتلال، وقد أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات أول أمس عن جملة من الاتصالات الدولية أجراها الرئيس الفلسطيني والقيادة والحكومة الفلسطينية مع مختلف الدول العربية والدول الصديقة لإطلاعها على ما يجري والتي بدورها استنكرت وعبرت عن رفضها لتلك الخطوات والسياسات والإجراءات الإسرائيلية الهادفة لضم المستوطنات والقدس وأراضي الأغوار والبحر الميت، وعبرت عن دعمها وتأييدها المطلق للشعب الفلسطيني وقيادته.

لم تدرك بعد سلطات الاحتلال ومعها الإدارة الأمريكية مدى خطورة تنفيذ هذه الإجراءات على الأمن والسلام في المنطقة وعلى مستقبل السلام والعلاقة بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال، ستكون حينها م.ت.ف وسلطتها الوطنية في حلٍ من جميع الاتفاقات الموقعة مع كيان المستعمرة بما فيه سحب الاعتراف المتبادل، والعودة بالصراع إلى المربع رقم  صفر، حينها لن يعدم الشعب الفلسطيني الوسائل الكفاحية لاستمرار النضال بكل أشكاله المشروعة من اجل استرداد حقوقه كاملة غير منقوصة، مالم تتحرك كافة القوى الدولية وتثني إدارة ترامب نتنياهو عن هذه الإجراءات واحترام الشرعية الدولية والعمل على إنهاء الاحتلال وكنس الاستيطان وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194لسنة 1948م، على العالم اجمع أن يدرك خطورة النار التي يشعلها الآن الثنائي ترامب نتنياهو في المنطقة وينضم اليهما غانتس رغم المعارضة الدولية الشاملة لها بل والمعارضة من العديد من القوى السياسية والأكاديمية والشعبية في أمريكا نفسها.

التعليقات على خبر: كورونا ونتنياهو وتنفيذ صفقة القرن..!

حمل التطبيق الأن